المرأة في العالم الماضي و الحاضر

تعرضت المرأة للظلم علي امتداد التاريخ و في شتي المجتمعات. و هذا ناجم عن جهل البشر. طبيعة الإنسان الجاهل هي أنه حينما لا يكون هناك إجبار و قهر خارجي، أو لا يكون هنالك في داخله – و هذا نادر جداً – إيمان قوي و جلي و صريح، و لا يكون ثمة في الخارج قانون – أي سيف القانون و هراوته – فعادة ما يتسلط القوي علي الضعيف. و للأسف كان هناك علي مرّ التاريخ نوع من الظلم التاريخي ضد المرأة. و هو علي الأغلب بسبب أنهم لم يعرفوا قدر المرأة و مكانتها. يجب أن تكتسب المرأة منزلتها الحقيقية و ينبغي أن لا يطالها أي ظلم بسبب كونها إمرأة. هذا شيء سيئ جداً. سواء الظلم الذي مورس ضد المرأة و كان اسمه ظلماً، أو الظلم الذي لم يكن اسمه ظلماً لكنه في الحقيقة ظلم، كدفع المرأة نحو التبرج و النزعة الاستهلاكية و التجمل العبثي و التكاليف الباهضة و تحويلها إلي أداة استهلاك. هذا ظلم كبير ضد المرأة. و ربما أمكن القول أنه ما من ظلم فوق هذا الظلم. لأنه يصرفها عن مبادئها و أهدافها التكاملية و يلهيها بأشياء جد صغيرة و حقيرة.

 

البشر رغم كل ادعاءاتهم و رغم كل الجهود التي بذلها المخلصون و الصادقون و رغم كل الأعمال الثقافية الواسعة التي انجزت في خصوص قضية المرأة لم يستطيعوا لحد الآن التوصل فيما يتصل بقضية الجنسين و قضية المرأة – و تبعاً لها قضية الرجل بشكل من الأشكال – إلي صراط مستقيم و طريق صواب.

بعبارة أخري فإن التطرف و الاعوجاج و سوء الفهم و تبعاً لذلك حالات الاعتداء و الظلم و النواقص النفسية و المشكلات العائلية و المشكلات ذات الصلة بطريقة الاختلاط و الارتباط بين الجنسين لا تزال من القضايا غير المحلولة عند الإنسان. أي إن البشر أنجز كل هذه الاكتشافات في المجالات المادية و في خصوص الأجرام السماوية و في أعماق البحار و راح يتشدق بدقائق الأعمال في علم النفس و التحليل النفسي و القضايا الاجتماعية و المسائل الاقتصادية و سائر المجالات، و الحق أن الإنسان تقدم في كثير من هذه الحقول، لكنه بقي يراوح في هذه المسألة.