تبدو الأمور شديدة الوضوح الآن، ما حدث فى سيناء وفى منطقة بئر العبد تحديدا داخل مسجد الروضة، له دلالات على المستوى الأمنى والفكرى والدينى حان وقت إدركها:
1 – حادث مسجد الروضة هو الخط الفاصل بين جماعات الإرهاب المسلح والمتطرفين وكل ادعاء لهم يربطهم بالدين، لم يعد جائزا بعد الآن تحمل ميوعة المتعاطفين المتحدثين عن حرب على الإسلام، لأن من يحارب الإسلام هم جماعات الإسلام السياسى والإخوان والدواعش.
2 – لم يعد الأمر عملية تأويلات خاطئة أو خلاف فقهى، أهل الإرهاب لهم دين آخر غير دين الإسلام الذى يحفظ حرمة الدم وينشر السلام والتسامح، ومن لم يدرك ذلك الآن هو داعشى متخفٍ وإرهابى محتمل.
3 – منطقة بئر العبد وقرية الروضة التى يوجد بها المسجد بعيدة عن العريش، قبل العريش بمسافة قد تزيد عن 50 كيلو مترا، وهذا يعنى أن الجماعات الإرهابية فى شمال سيناء وصلت إلى مرحلة من العجز والضعف الذى يجعلها تستهدف مناطق بعيدة عن المراقبات الأمنية الشديدة فى العريش ورفح.
4 – العملية الأخيرة دليل على فشل وضعف وعدم إمكانية الجماعات الإرهابية المسلحة على تنفيذ عمليات ضخمة ضد الجيش والشرطة، وبالتالى لجأت إلى تفجير مسجد وقتل مصلين عزل، لإثارة الذعر والفزع، ولكنهم حتى هذه اللحظة أجهل من أن يفهموا الشعب المصرى، فلم تمر لحظة تاريخية فى عمر هذا الوطن إلا وقد أثبتت أن تلاحم الشعب وقوته تتضاعف مع الضربات القوية.
5 – طبيعة العملية الإرهابية فى مسجد الروضة، دليل قوى على أن الجماعات الإرهابية فى سيناء فقدت كل إمكانياتها وقدراتها على تنفيذ عمليات معقدة بعد أن كانت تهاجم بأعداد كبيرة وتكتيكات وأسلحة حديثة.
6 – أصبح واضحاً الآن أن هذه العملية البائسة محاولة رد من عاجز على سلسلة النجاحات المصرية الأخيرة فى مواجهة الإرهاب فى سيناء والوحات، وكشف عملية التخابر التركية الأخيرة.
7 – الدعم الأجنبى للإرهابين فى سيناء بالمال والسلاح دخل فى مرحلة جديدة هدفها إرباك مصر بتمويل دخول المقاتلين الأجانب الفارين من سورية ولبيبا إلى القاهرة لنشر الفوضى.
السؤال الآن هل تتحمل مصر وجود أهل الميوعة بين جنباتها، هؤلاء الذين يشمتون ويفرحون ويشجعون ويستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى أو منابر المساجد لنشر التطرف أو تشجيع العمليات المسلحة حتى ولو بالصمت أو الشماتة، هل أصبحنا فى حاجة لمزيد من الصبر على هؤلاء الذين ملأوا ساحات الدنيا تبريرا وتعاطف مع عمليات الإرهاب ضد جنودنا تحت زعم أن الإرهابيين لا يواجهون إلا قوات الجيش والشرطة، هل أصبح منطقيا أن نسمح ونصبر على خطابات البرادعى ومريديه التى تخبر العالم بأن ما يحدث فى سيناء هى مواجهات عنف بين طرفين وليست معركة وطن ضد جماعات إرهابية مسلحة؟، هل بات منطقيا أن تملأ ساحات إعلامنا أو أحزابنا وجوها تتحدث عن جماعات الإرهاب الداعشية والإخوانية وكأنها جماعات تسير أسفل راية النبى عليه أفضل الصلاة والسلام؟