ومن المشاكل التي تحدث في الحياة الزوجية مشكلة إذا كره أحد الزوجين شريكه..قال سبحانه: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)،[النساء:19 ]،أي ينبغي لكم أيها الأزواج أن تمسكوا زوجاتكم مع الكراهة لهن فإن في ذلك خيرا كثيرا من ذلك امتثال أمر الله وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة ومنها أن إجباره نفسه مع عدم محبته لها فيه مجاهدة النفس والتخلق بالأخلاق الجميلة وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة كما هو الواقع في ذلك وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والآخرة .
فإن الزوج قد يكره من زوجته أشياء كتقصيرها في خدمة بيتها، أو مخالفته في أمر طلبه منها، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون سببا في الفراق، فالآصرة الزوجية أوثق من أن تعصف بها مشكلة عابرة، فكم من امرأة كرهها وحسن معاشرته لها، فكانت أعظم أسباب هنائه وسعادته، وليتذكر الرجل أيضا أنه لا يخلو من عيب تصبر امرأته عليه فالكمال لله تعالى وحده. والآية ترشدنا إلى أن بعض الأشياء التي نكرهها الآن، قد يكون فيها خير في المستقبل، فهذه قاعدة عامة تجعل الإنسان صابرا مترويا عاقلا.
ولما كان كل من الرجل والمرأة لا يخلو من عيب كان عليهما أن ينظرا إلى المحاسن في الوقت الذي ينظران فيه إلى المساوئ، وإلى ذلك يشير قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر“. الفرك هو البغض بين الزوجين، والنبي عليه الصلاة السلام يرشد إلى أنه لابد أن يكون في الإنسان عيب أو نقص، فإذا وجد الزوج في زوجته أمرا يكرهه فعليه أن يتذكر ما فيها من المحاسن، والذي يعمى عن المحاسن ولا يلاحظ إلا المساوئ، لابد أن يقلق ويظلم ويعرّض الحياة الزوجية للخطر.