المباح و الحرام في العلاقة الجنسية ؟؟

قد يسأل الزوجان ما هو المباح في  العلاقة الجنسية ؟ مع أن السؤال الصحيح ما هو الحرام في تلك العلاقة؟ لأن الأصل في كل شيء الإباحة ما لم يرد نص بتحريم وبالتالي يكون كل شيء مباح في تلك العلاقة ماعدا “الحيض والدبر” والحيض مقصود به الفرج أثناء الحيض فإدراك ذلك المعنى يبيح للنفس المتعة بأجمل صورها .

يقول الله تعالى  ” نساؤكم حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلــَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ” هذه الآية من أجل القواعد في العلاقة الزوجية ونزلت بعد الهجرة حيث تزوج بعـض المهاجرون بالأنصاريات وكان من عادت الأنصار أن يأتوا زوجاتهم على حرف بينما المهاجرون يفترشـــون نساؤهم ويأتونهم مقبلين ومدبرين . وحصل اختلاف بين زوجين مهاجري و أنصارية  فقالت له إمـا أن تأتيني على حرف أو تهجرني و انتشرت القصة فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية تبياناً للناس .

تقول الدكتورة هبة قطب : “أنى” هذه الكلمة الصغيرة في الحجم، عملاقة في المعنى والدلالة ، وهي ظرف “بلغة النحو والقواعد اللغوية”، ولكنها تتمتع بمعان أكثر عمقاً بكثير مما قد نتخيل..

فهذا الظرف لغوياً يفيد أكثر من معنى :
المعنى الأول: “وقتما” وفي ذلك حث على تنويع توقيت القيام بالعلاقة الجنسية، فللـزوجين إقامة العلاقة في أى وقت من  أوقات اليوم ماداما ليس صائمين .. أما الآن في العلوم الجنسية الحديثة وخصوصاً في عــلم النفس الجنسي فنجد ان العلماء ينادون بهذا التنويع في توقيت أداء العلاقة الجنسية لما في ذلك من مساهمة من كسـر الملل الذي أحياناً ما يحيط بالعلاقة الزوجية وخصوصاً بعد السنوات القلائل الأولى من الزواج.

المعنى الثاني: “أينما” أى في أى مكان وفي ذلك حث على تغيير مكان إقامة العلاقة، ومكان العلاقة هنا ليس معناه المنزل أو البلد فقط ولكن أيضاً على حدود أضيق بمعنى تغيير الغرفة أو حتى تغيير مكان الأداء داخل الغرفة نفسها وقد أثبت البحث في علم النفس الجنسي أيضاً أن لذلك دخلا كبيرا ومساهمة جيدة في كسر حدة الملل التي تتسرب إلى نفس الزوجين من جراء القيام بالعلاقة دائماً في المكان نفسه وبالسيناريو نفسه مما يقلل من البهجة المصاحبة لها.

المعنى الثالث: “كيفما” وهنا يجب أن تكون هناك وقفة وهذه الوقفة هي تلك الدلالة العظمة لهذا المعنى الكامن الذي يمثل فقط ثالث المعاني المتضمنة في كلمة “أنى” .. أتعرفون هذه الدلالة؟! إنها “الأوضاع الجنسية” تلك الأوضاع التي لم يبدأ الاهتمام بها وبمساهمتها في زيادة المتعة الجنسية وتحقيق التشبع النفسي والعاطفي إلا منذ عقود قليلة ، وفتح باب الابتكار فيها حتى وصلت الأوضاع الجنسية المعروفة الآن إلى بضع مئات وأتحدث بالطبع عن الغرب وعلمائه الذين اهتموا بمسألة الأوضاع الجنسية تلك ، ونسبوا إلى أنفسهم ما ليس لهم من فضل في ابتداع هذه المسألة وتأثيرها العظيم في أنفس شركاء العلاقة الجنسية.

تأتي بعد ذلك كله كلمة “شئتم” لتصير الجملة “أنى شئتم”، وفي هذا أيضاً دلالة، تلك ا لدلالة هي أن تبديل وتوفيق كل المتغيرات السابق الإشارة إليها “بلغة الرياضيات” هي حرية بحتة ومكفولة للزوجين وإذا تفكرنا قليلاً في نتائج هذه التباديل وتلك التوافيق لوجدنا أن احتمالات التغيير في طريق أداء العلاقة هي احتمالات تربو على العشرات وربما المئات مما يتنافي قطعاً مع الشعور بالملل الجنسي .

فلماذا نحدد للعلاقة دائما شكلاً معيناً وهو بالليل وفي الظلام وبأوضاع محددة ثابتة مع أن الأمر أوسع من هذا بكثير جداً فالقيام بالعلاقة الجنسية لا يخضع لقانون معين، ولم تأت مفرداته في “كتالوج” يجب إتباع خطواته، ولكن تغلب عليه البصمة الفردية التي تعطيه شكلاً معيناً خاصاً بكل شخص ومن ثم تجديد ليس له حدود. أضف إلى ذلك معطيات العصر الحديثة وتعدد المثيرات بانتشار ظاهرة الدش” القنوات الفضائية “، والإنترنت، ووصول هذه المستحدثات إلى كل مكان وعدم اقتصارها على أماكن محددة كما كانت الحال في أولى هذه الظواهر.فأصبحت المعلومات المستقاة من مختلف المصادر مساهماً رئيسياً في تغيير شكل العلاقة الجنسية، وبالتالي طريقة الأداء فيها، وبالتالي طرق الإثارة والاستثارة لكلا الطرفين الجنسية.

 

فإذا كان المقصود هو إخراج الشهوة فقط لما وسع الشرع المعنى حتى يناسب جميع الأذواق ويرضي جميع الرغبات و تأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” أحفظ عورتك إلا عن زوجتك وما ملكت يمينك ” وقوله تعالى: ” والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ” .

إذن فالأمر متروك لحس الزوجين وذوقهما ورغباتهما طالما قد ابتعدا عن حدود الحرام؟