هذا هو مصير الفريق الذي القى القنبلة الذرية على هيروشيما

 تعقب دافيد إنجلش، الكاتب الإنجليزي، تعقب طاقم طائرة الموت التي قذفت القنبلة الذرية على هيروشيما في صباح يوم 6 أغسطس عام 1945، حيث كان معظم سكان المدينة في الشوارع متجهين لأعمالهم مما أدى إلى قتل أكبر عدد من اليابانيين بمنتهى القسوة والوحشية حيث انفجرت القنبلة في اتجاههم مباشرة، فمن كان منهم في مركز الانفجار سحق تماماً وتبخر في درجات الحرارة العالية، أما من كان خارج مركز الانفجار فكان أسوأ حالاً حيث أصيب بحروق شديدة وكان يصعب معها التعرف عليهم، وقد أدى الانفجار إلى دمار أكثر من 80% من المباني أي حوالي 68000 مبنى، وقتلت القنبلة ما يصل إلى 140.000 شخص في هيروشيما.
 وكتب دافيد إنجلش يصفهم واحداً واحداً و مصيرهم مؤكدا أن لعنة هيروشيما لاحقتهم جميعاً .
” أرسل أفراد الطاقم الاثنى عشر، عقب هذه العملية بشهور إلى العيادات النفسية التابعة للجيش الأمريكي وتولت هذه العيادات النفسية غسل عقولهم وتطهيرها من آثار تأنيب الضمير، وفي الوقت نفسه حرصت الحكومة على ألا توليهم أهمية خاصة، ولم يتلقوا أى تكريما عسكريا، ولما أبدوا تذمرهم منحوا نيشان “النجمة الفضية”، ولقد سرحوا جميعاً من الخدمة العسكرية بعدها مباشرة فيما عدا شخصين اثنين ظلا يخدمان في سلاح الطيران، وهما الوحيدان من بين أفراد الطائرة اللذان لا يبدو عليهما ـ ظاهرياً على الأقل ـ أي ندم على ما فعلوه، وهما يقولان أن الذي أصدر أمر إلقاء القنبلة الذرية هو “ترومان” رئيس الولايات المتحدة فإذا كان هناك لوم فليقع عليه.
قائد الطاقم هو أصغر كولونيل في الجيش بول تيبيس Paul Warfield Tibbets وهو الطيار الأمريكي الذي ألقى القنبلة الذرية الأولى في العالم على مدينة هيروشيما اليابانية من على متن الطائرة الأمريكية (إينولا جاي) التي تحمل أسم والدته، طلقته زوجته الأولى لم تطق أن تعيش معه بعد هيروشيما، وتزوج للمرة الثانية ثم دخل مصحة عقلية بعد أن أصيب بانهيار عصبي ولم يعبر تيبتس الكولونيل عن أي شعور بالأسف حيال الدور الذي قام به، وقال “إنه كان يؤدي واجبه الوطني والأمر الصواب”، وقد  توفي عام 2007، وقد طلب تيبتس ألا يتم إجراء جنازة له، كما رفض أن يوضع شاهد لضريحه خوفاً من أن يصبح موقعاً لمناهضيه للقيام بمظاهراتهم.
ايثرلي، ضابط الأرصاد الجوية الذي أفتى قبل الكارثة بدقائق بأن الجو صالح لضرب هيروشيما بالذات، فقد عقله بعد الواقعة وقبض عليه في تكساس وأودع مستشفى الأمراض العقلية.
روبرت لويس  Robert Lewis مساعد قائد الطائرة، أصيب بحالة هستيرية تلازمه في كل حركاته وسكناته  فقد صرح قائلاً “أنني عند إسقاط القنبلة رأيت المدينة بأكملها تختفى وصحت قائلاً : “يا ألهى ما الذى فعلناه ؟، ولما دعي لزيارة هيروشيما ليرى ما أحدثه فيها رفض ومكث ثلاث ليال بعدها يبكي بكاء هستيرياً لا ينقطع، وتوفى عام 1983 بسكتة قلبية عن عمر ناهز 65 عاما.
بيرنز المهندس الإلكتروني، حاول أن يهجر ديانته اليهودية إلى المذهب الكاثوليكي ثم إلى البروتستانتي لكنه لم يجد قسيساً يضمن له الجنة، فانتهى بأن خرج من دينه اليهودي ولم ينضم إلى دين من الأديان.
روبرت شومارود  Robert Shumard الذي كان يعمل مساعد مهندس، ظل ثلاث سنوات كاملة يصرخ في نومه: السحابة .. السحابة.. ثم توقظه زوجته والدموع تملأ عينيها، وبالرغم من ذلك صرح شومارد قائلاً “اننى لا أشعر بالفخر إطلاقاً لما قمت به ولكنه فخور بإختياره ضمن الفريق الذى وكلت له تلك المهمة الخطيرة.
 تيودور فان كيرك  VAN KIRK، ملاح الطائرة الأمريكية كان قد تماثل للشفاء من كابوس مماثل ولكن حدث أن عرض التلفزيون الأمريكي برنامجاً عن ضحايا هيروشيما، فعاد إليه الانهيار العصبي ولم يشف منه وحدث أن زار أمريكا بعض اليابانيين الذين نجوا من قنبلة هيروشيما، فسعى فان كيرك، إليهم وكان يتمنى أن يشتموه أو يصفعوه ولكن الذي حدث أنهم قالوا له إنهم يسامحونه، فازدادت وطأة العذاب عليه.
ريتشارد نيلسون Richard Nelson، وهو أصغر ملاحي الطائرة سناً والذى أصبح رجلاً شارد العينين زائغ النظرات يعاني كثيراً من خطابات الشتائم مجهولة المصدر التي تصله، زوجته يضنيها الأسى وتقول لكل من يقابلها: إن شبح هيروشيما لا يزال يطارد روحه، توفى عام 2003 نتيجة إصابته بسرطان الرئة عن عمر ناهز 77 عاما.
ديك بارسونز DEKE PARSONS  العالم الذي ركب الجزء الذري الفعال في القنبلة صرعه التفكير فمات  أما مساعده ” موريس جيبسون  MORRIS JEPPSON” فقد تركته زوجته هو الآخر، قالت إنها لا تريد أن تعيش مع قاتل وعاش وحيداً في نيوجرسي ورفض أن يتكلم عن أي شيء له صلة بالذرة، أما يارسونز فظل يباشر عمله حتى وافته المنية عام 1953عقب إصابته بأزمة قلبية عن عمر يناهز 52 عاما.
الرقيب وايت دوزنبرى WYATT DUZENBURY كان يعمل مهندساً جوياً، وكان يري أن مهمة إسقاط القنبلة النووية على هيروشيما هي شرف بالنسبة له وأنه كان عليه تنفيذ أوامر قواده وعمل أي شيء لأنهاء الحرب لصالح بلاده، وقد استمر بالقوات الجوية بعد الحرب ولكنه لم يندم على ما قام به بل صرح لاحقاً قائلاً “أشعر بأننا لو لم نسقط تلك القنبلة على هيروشيما لكلفنا الأمر أرواح ألاف الضحايا من الجنود الأمريكين”، وقد توفى عام 1992 عن عمر 71 عاما.