تمثل العملية الجنسية 3% تقريباً من الحياة الزوجية ويعتبر وجود العلاقات الجنسية السليمة بين الزوجين أمرًا أساسيًا في كل زواج سعيد ناجح , ذلك أنه إذا كان السكن هدفًا من أهداف الزواج كما ورد في الآية” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ” , و المشكلات الجنسية منغص كبير لهذا السكن على المستويين النفسي والجسدي. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن السكن والمودة والرحمة بين الزوجين تزداد قوة بوجود توافق جنسي بينهما ، وذلك لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة ، فهي تشبع حاجة ملحة لدى الرجل والمرأة على السواء ، واضطراب إشباع هذه العزيزة لمدة طويلة يسبب توترًا نفسيًا ونفورًا بين الزوجين إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين يفصحون بالبحث وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع .
الجهل أساس المشاكل :
يشتكي كثير من الرجال والنساء بعد الزواج من الفتور والملل في العلاقة الزوجية والبعض يتساءل: كيف نحقق ما حلمنا به من توافق وتناغم في علاقتنا ؟ بل وصل الأمر أن بعض المتزوجين حديثاً لا يعرفون المكان الصحيح للجماع .وقد وُجد أن هناك السبب الأساسي لذلك هو أن الزوجين يجهلان ما الذي يحدث لهما من تغيرات في وقت الجماع ، ولا كيف يتفاعلان معا ليحققا توافقا زمنيا ونفسيا لمراحل الجماع ، ولا كيف يساعد أحدهما الآخر ليصلا معا إلى ذروة الجماع ويستمتعا معا بما أحله الله لهما من متعة نفسية وجسدية .
لذا أصبح من المهم أن يتعلم الإنسان حقيقة جسده وكيف يمكن العناية به وحقيقة جسد شريكه وكيف تتحقق المتعة لطرفي العلاقة الزوجية، فلا يليق بنا أن نستمر في مسلسل الجهل بتفاصيل أجسادنا و أجساد شركاء الحياة.. فلا نعرف ما يثير وما يفقد اللذة، ثم نقبل علي حياة زوجية جديدة بها من الضغوط والمشاكل ما يعكر صفوها بعض الشيء فنـزيدها بجهلنا أكثر لعدم إتقاننا للعلاقة الحميمة .