مشكلة البرود العاطفي و كيفية تجاوزها

البرود العاطفي بين الزوجين قد يدمر الحياة الزوجية التي قد تنتهي في بعض الأحيان بالطلاق الحقيقي أو بالطلاق العاطفي (إن صح هذا التعبير المجازي)، أي أن يعيش كل زوج حياته دون أي ارتباط بالآخر..! ويصبحا غريبين يعيشان في منزل واحد..!

وننبه إلى أن إهمالها وعدم التدارك لمعالجتها سريعا قد يؤدي للبغض من جانب أو جانبين لكل من الآخر، وقد يؤدي أيضا عند ضعف الإيمان والمراقبة لله لولوج أحدهما  لطريق من طرق الحرام ليمتع نفسه ويجد فيه اللذة التي فقدها والتي اضطره لها صاحبه اضطرارا،فالتواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين، فالعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة، وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت، وتصبح رمادًا لا دفء فيه ولا ضياء. وهذه المشكلة من  أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة، ويُحْدِث في صَرْحها تصدُّعات وشروخ، وعلى الزوجة أن تعطي هذه المشكلة كل اهتمامها لتتغلب عليها، حتى تكون علاقتها بزوجها علاقة تواصل دائم، وحب متجدد.

وبداية العلاج تكون بمراجعة كل منهما لما عليه من واجبات تجاه الآخر، فلعل المشكلة قد بدأت من هذه الزاوية، إلا أن الحياة الزوجية لا تقف عند هذا الحدِّ، فالعلاقة الزوجية هي علاقة إنسانية، وليست علاقة آلية، فالرباط العاطفي بينهما حبل متين، يشكل ركنًا أساسيّا في الحياة الزوجية.

والعاطفة علاقة متبادلة بين الزوجين، فالزوج يحرص على أن يشعر زوجته بحبه لها،فالمرأة قد وهبها الله عاطفة جياشة تتفجر أنوثة ودلالا،تحنو بها على أولادها ،وتلصقها بزوجها حتى يكون بمثابة أبويها،وتزداد حاجتها الماسة لجرعات أكبر من ذلك عندما أوتتقن طبقا،وما إلى ذلك حتى تحس أنك تحبها وتحب عملها وماتبذله من أجلك.

وعلى الزوجة أن تبادله هذه المشاعر الطيبة، وتعلن له عن حبها إياه وإخلاصها ووفائها له في كل وقت، وللعاطفة -الصادقة- سحر على حياة الزوجين، فهي تحول الصعب سهلاً، وتجعل البيت الصغير جنة يسعد فيها الزوجان والأبناء، ولهذه العاطفة طرق تعرفها جيدًا المرأة الذكية، والكلمة الطيبة أيسر هذه الطرق.

فالمرأة الحكيمة هي التي تشعر زوجها بحبها له، وتُكْبِرُهُ في نظرها، وأن تعوِّده من أول أيام زواجها على طيب الكلام، فذلك هو الذي يغذي حياتهما الزوجية، ويجعلها تثمر خيرًا وسعادة؛ فالحب إحساس وشعور تزكيه الكلمة الطيبة، والاحترام المتبادل، ومبادلة كلمات الحب والمودة، فلا يمنع حياء الزوجة من أن تبادل زوجها الكلمات الرقيقة والمشاعر الراقية، وعلى الرجل أن يشجع زوجته على ذلك؛ بكلماته الرقيقة، وأحاسيسه الصادقة نحوها.. ولتكن ساحة الحب رحبة بينهما، ففيها يتنافسان؛ أملاً في سعادة حياتهما في الدنيا، ورجاء في أجر الله في الآخرة.

وفوق كل ذلك فإن الحساسية عند الزوجة قد تفسد هذه العلاقة، فعليها
إذن.. أن تكون هي صاحبة القلب الكبير الذي يتغاضى عن هفوات الزوج، وهي بهذا المسلك تَكْبُر في عيني زوجها، بل إن ذلك قد يدفعه إلى الحرص على عدم الوقوع في هذه الهفوات مرة أخرى.

وعلى الزوج أن يربط حبه لزوجته بمقدار استقامتها وطاعتها له وتطبيقها للشرع وتجنبها المشاكل وأن لايكون حبه خالصا لذاتها فقط،لكي تعلم أن هذا الحب والتقدير مرهون بمدى طاعتها وحسن سلوكها وتدينها،فتزداد انبعاثا في عمل الصالحات وحسن السلوك.