تُعتبر فترة الحمل من أهم الفترات التي تمر بها المرأة، وتتطلب رعاية صحية دقيقة لضمان صحة الأم والجنين. خلال هذه الفترة، يُوصى بإجراء مجموعة من الفحوصات الدورية التي تهدف إلى متابعة تطور الحمل واكتشاف أي مشكلات صحية محتملة في وقت مبكر. في هذا المقال، سنتحدث عن أهم الفحوصات الدورية التي تحتاجينها أثناء الحمل، ولماذا تُعد هذه الفحوصات ضرورية لضمان حمل صحي وآمن.

الفحوصات الأولية: بداية رحلة الحمل

عند تأكيد الحمل، يُوصى بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات الأولية. تهدف هذه الفحوصات إلى تقييم الحالة الصحية العامة للأم وتحديد بداية الحمل بدقة. تشمل الفحوصات الأولية ما يلي:

• اختبار الدم الشامل: يُستخدم للكشف عن مستوى الهيموجلوبين والحديد في الدم، والتأكد من عدم وجود أنيميا.
• اختبار مستوى السكر في الدم: يساعد على اكتشاف السكري المبكر.
• تحليل البول: للكشف عن وجود التهابات أو مشاكل في الكلى.
• اختبار الأمراض المنقولة جنسيًا: مثل الإيدز والزهري لضمان صحة الأم والجنين.

الفحوصات الدورية خلال الثلث الأول من الحمل

يُعد الثلث الأول من الحمل (من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الثالث عشر) مرحلة حاسمة في تطور الجنين. يُوصى بإجراء الفحوصات التالية:

• فحص الموجات فوق الصوتية: يُستخدم لتحديد عمر الحمل وموقع الجنين.
• اختبار الشفافية القفوية: يتم بين الأسبوع 11-14 للكشف عن أي احتمالات لعيوب خلقية.
• فحص الزلال البولي: للكشف عن مشكلات مبكرة مثل ارتفاع ضغط الدم.

الفحوصات الدورية خلال الثلث الثاني من الحمل

يمتد الثلث الثاني من الحمل من الأسبوع 14 إلى الأسبوع 27، ويُعتبر مرحلة نمو رئيسية للجنين. تشمل الفحوصات الدورية في هذه المرحلة:

• فحص الموجات فوق الصوتية المتقدمة: لتقييم نمو الأعضاء والكشف عن أي تشوهات خلقية.
• اختبار السكر في الحمل: يُجرى عادة بين الأسبوع 24-28 لتشخيص سكري الحمل.
• تحليل الدم: للكشف عن مستوى الحديد والحاجة إلى مكملات غذائية.

الفحوصات الدورية خلال الثلث الثالث من الحمل

يُعد الثلث الأخير من الحمل (من الأسبوع 28 حتى الولادة) مهمًا لضمان صحة الجنين والأم مع الاستعداد للولادة. تشمل الفحوصات الدورية في هذه المرحلة:

• فحص الموجات فوق الصوتية: لتحديد وضعية الجنين وموقع المشيمة.
• اختبار الجنين اللاجهدي: لقياس معدل ضربات قلب الجنين وحركاته.
• فحص مجموعة B للستريبتوكوك: للكشف عن وجود البكتيريا وضمان سلامة الجنين أثناء الولادة.

الفحوصات الإضافية عند الضرورة

قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية بناءً على الحالة الصحية للأم أو وجود عوامل خطر مثل:

• فحص ماء الجنين (الأمنيوسنتيس): يُستخدم للكشف عن الأمراض الوراثية أو التشوهات.
• فحص دوبلر: لقياس تدفق الدم في الحبل السري والأوعية الدموية.

أهمية الالتزام بمواعيد الفحوصات

الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية يضمن اكتشاف أي مشكلات صحية في وقت مبكر، مما يُسهل التدخل الطبي الفوري ويقلل من المخاطر على الأم والجنين. تُساعد هذه الفحوصات أيضًا في تحديد الاحتياجات الغذائية للأم وتوفير رعاية متكاملة خلال فترة الحمل.