كم يجب أن يتحرك طفلي أثناء الحمل؟

كم يجب أن يتحرك طفلي أثناء الحمل؟

من أكثر الأسئلة شيوعًا بين النساء الحوامل هو “كم يجب أن يتحرك طفلي أثناء الحمل؟”، حيث تعد حركات الجنين من أبرز المؤشرات التي تشير إلى صحة الطفل وسلامته داخل الرحم. في هذا المقال، سنتعرف على إجابة هذا السؤال وكيفية مراقبة حركة الجنين بشكل دقيق، بالإضافة إلى متى يجب القلق حيال قلة أو زيادة الحركات.

أهمية حركة الجنين أثناء الحمل

تعد حركة الجنين داخل الرحم مؤشرًا مهمًا على نموه وتطوره بشكل طبيعي. خلال فترة الحمل، يقوم الجنين بحركات مختلفة مثل الركل، اللف، الدفع، والتمدد. تعتبر هذه الحركات مؤشراً على أن الجهاز العصبي للطفل يعمل بشكل جيد وأنه يتلقى الغذاء والأوكسجين بشكل مناسب عبر الحبل السري.

تساعد هذه الحركات أيضًا الأم في متابعة صحة الجنين وملاحظة أي تغيرات قد تدل على مشاكل صحية، مثل قلة الحركات أو الزيادة المفاجئة في الحركات. يعتبر الأطباء أن حركات الجنين هي نوع من التواصل بين الأم وطفلها داخل الرحم.

متى يبدأ الجنين في التحرك؟

تبدأ حركة الجنين عادة بين الأسبوع 16 والأسبوع 25 من الحمل. قد تشعر بعض النساء بحركات الجنين في وقت مبكر، بينما قد تتأخر أخريات قليلاً. في البداية، قد تكون الحركات خفيفة وغير منتظمة، ولكن مع مرور الوقت تصبح أكثر وضوحًا وقوة. في البداية، قد تشعر الأم بحركات خفيفة تشبه الفقاعات أو التقلصات البسيطة، ومع تقدم الحمل تصبح هذه الحركات أكثر وضوحًا مثل الركلات أو الدفع.

كم مرة يجب أن يتحرك طفلي في اليوم؟

لا توجد قاعدة ثابتة تحدد كم مرة يجب أن يتحرك الجنين يوميًا، حيث يختلف عدد الحركات من جنين إلى آخر. ومع ذلك، يعتبر معظم الأطباء أن الجنين يجب أن يتحرك بين 10 إلى 12 مرة خلال فترة 12 ساعة في الثلث الأخير من الحمل، أي بدءًا من الأسبوع 28. إذا لاحظت الأم أن حركات الجنين أصبحت أقل من المعتاد أو توقفت لفترة طويلة، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب فورًا.

كيف يمكن للأم مراقبة حركات الجنين؟

مراقبة حركات الجنين هي عملية بسيطة ولكنها مهمة في فترة الحمل. يمكن للأم أن تبدأ بمراقبة حركات الجنين بعد الأسبوع 28 من الحمل، عندما تبدأ الحركات في التمايز وتصبح أكثر وضوحًا. يمكن استخدام طرق مختلفة لتتبع الحركات مثل:

  • طريقة العد: تحسب الأم الحركات التي يشعر بها الجنين لمدة ساعتين في وقت محدد من اليوم، وعادةً ما تكون في نفس الوقت يوميًا. إذا شعرت الأم بـ 10 حركات أو أكثر في الساعتين، فهذا يعني أن الطفل في حالة صحية جيدة.
  • ملاحظة الحركات اليومية: بعض الأمهات يفضلن ملاحظة حركات الجنين بشكل عام طوال اليوم، سواء كانت متسارعة أو منتظمة.

ينبغي أن يكون الهدف هو معرفة ما هو طبيعي لطفلك. إذا كنتِ لا تشعرين بحركات الجنين كما هو معتاد، يجب عليكِ استشارة طبيبك للحصول على مزيد من التوجيه.

ما الذي يمكن أن يؤثر على حركة الجنين؟

هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على حركة الجنين، منها:

  • وضع الجنين: في بعض الأحيان، قد يتخذ الجنين وضعًا يجعل من الصعب على الأم الشعور بحركاته، مثل وضعية الجنين في قاع الرحم.
  • الوقت من اليوم: يتحرك الجنين أكثر عندما تكون الأم في حالة راحة أو في وضعية ثابتة، وعادةً ما تكون الحركات أكثر وضوحًا في الليل.
  • المستوى العام للنشاط: يمكن أن يقل نشاط الجنين إذا كانت الأم مرهقة أو إذا كانت قد تناولت طعامًا ثقيلًا. كما أن التوتر والضغط النفسي قد يؤثران أيضًا على الحركات.
  • نمو الجنين: في بعض الأحيان، قد يقل عدد الحركات أو تصبح أقل قوة في المراحل المتقدمة من الحمل بسبب زيادة حجم الجنين ونقص المساحة المتاحة له للتحرك.

متى يجب القلق بشأن حركة الجنين؟

إذا لاحظت الأم أي من الحالات التالية، يجب عليها استشارة الطبيب فورًا:

  • قلة الحركات: إذا كانت الحركات أقل من المعتاد أو توقفت لفترة طويلة، مثل 24 ساعة دون حركة أو حركة غير كافية، فهذا قد يكون علامة على مشكلة صحية تستدعي الفحص الطبي.
  • زيادة الحركات: إذا كانت حركات الجنين زائدة عن المعتاد، قد تكون هذه علامة على أن الجنين يعاني من بعض المشاكل مثل التوتر أو نقص الأوكسجين.
  • التغير المفاجئ في نمط الحركات: إذا شعرت الأم بتغيير غير طبيعي في نمط حركات الجنين، مثل أن تصبح الحركات متقاربة جدًا أو متباعدة جدًا، يجب استشارة الطبيب.

كيف يمكن للطبيب تقييم حركة الجنين؟

إذا كانت الأم قلقة بشأن حركة الجنين، يمكن للطبيب أن يقوم ببعض الفحوصات لتقييم صحة الجنين، مثل:

  • مراقبة نبضات القلب: باستخدام جهاز السونار أو جهاز مراقبة نبضات القلب (دوبلر)، يمكن للطبيب التأكد من أن نبضات قلب الجنين طبيعية.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية: يمكن أن يُظهر السونار حالة الجنين وموقعه، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت الحركات طبيعية أم لا.
  • اختبار عدم الإجهاد: يتم استخدام هذا الاختبار لقياس استجابة نبضات قلب الجنين لحركاته.

نصائح للحفاظ على حركة الجنين الصحية

لتشجيع حركات الجنين الصحية، يمكن للأم اتباع بعض النصائح البسيطة مثل:

  • الحفاظ على الراحة: يمكن أن تساعد قلة التوتر والراحة التامة في تعزيز صحة الجنين.
  • التغذية الجيدة: تأكد من تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي تساعد في نمو الجنين بشكل صحي.
  • البقاء نشطة: ممارسة الرياضة الخفيفة والموافقة مع الطبيب يمكن أن تحسن الدورة الدموية وبالتالي تعزيز حركة الجنين.

الخاتمة

حركة الجنين تعتبر مؤشرًا هامًا على صحة الطفل داخل الرحم، ومراقبتها بشكل دوري تساهم في تقديم أفضل رعاية ممكنة. يجب على كل حامل أن تكون واعية بمتى تتحرك جنينها وكيفية مراقبة هذه الحركات. إذا كانت هناك أي تغييرات في نمط الحركة أو إذا كانت الحركات أقل من المعتاد، يجب استشارة الطبيب على الفور. تذكري أن كل حمل يختلف عن الآخر، لذا من المهم أن تعرفي ما هو طبيعي لطفلك.

نتمنى لكِ حملًا صحيًا وآمنًا، ولا تترددي في استشارة الطبيب إذا كانت لديك أي مخاوف حول حركة الجنين.