اهم أسباب الخلاف بين الزوجين

إن معرفة الأسباب هو البداية للعلاج,وذلك لان كل الأمراض وجميع المشكلات لا يمكن حلها أو التغلُّب عليها إلا إذا تمَّ تحديد أسبابها بدقَّة ووضوح، ومن هنا فإن التعرف على الأسباب الحقيقيَّة للخلافات بين الزوجين ضرورة للقضاء عليها، وقد ترجع هذه المشكلات لأسباب متعددة، منها:
1-مشاكل بيتية قل أن يخلو منها أي بيت : تبدأ صغيرة ويكبر حجمها مع الغضب وعدم الصبر على الآخر وعدم تقديم شيء من التنازل في سبيل بقاء الحياة الزوجية

2- عدم وجود حوار بوجه عام: إن كثيراً من الأزواج لايتحاورون حواراً هادئا عن حياتهما المشتركة. فتجد أن هناك الكثير من المشاكل التي يخلقها الزوج أو الزوجة ويكون السبب الذي أثار من أجله المشكلة ليس هو الحقيقة وراء غضبه أو غضبها، وإنما هناك أشياء يتجنب الأزواج الحوار بصراحة بها.

3- السماح بتدخُّل الأهل أو الأصدقاء في الحياة الزوجية, دون ضوابط مرعية.

4- وجود من يشعل الفتنة بين الزوجين وقد يكون من داخل المحيط الأسري وقد يكون من خارجه بدافع الحسد من أحد الناس لهما أو لأحدهما.

5- وقد يكون بسبب أصحاب الزوج أو صاحبات الزوجة وبيان هذا من أمور :

أ-كثرة التزاور بين الأصحاب مما يؤدي لترك الواجبات المتطلبة  بين الزوجين فيهمل كل منهما القيام بحق الآخر لانشغاله خارج البيت. “1”  
ب-وقد تكون الصحبة سيئة جدا –وكما قال صلى الله عليه وسلم :”الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل “2”,وكما قيل : الصاحب ساحب .فقد يسحبه للمحرمات  –كالمخدارت –ونحوها , فتؤثر على عقله فيبدأ التغير من الزوج وتبدأ المشاكل في تصعد من جديد وغليان الغضب لأتفه الأسباب ومن هنا يبدأ التفكك الأسري ولاحول ولاقوة إلا بالله    .

6-وقد يكون بسبب مرض عقلي يعاني منه الزوج أو الزوجة وفي مثل هذه الحالة تدوم معهما المشاكل الأسرية ولابد من معالجة سريعة لهذه الأمراض الخطيرة قبل استفحالها لأن نتائجها غالبا خطيرة على الأسرة نفسها .

7-وقد يكون لفسق أحدهما فمثلا الزوج قد يجلب لبيته الدمار لمخالفته لأوامر الله وعدم مبالاته بزوجته مطلقا فيجلب لها في البيت كل المحرمات من نساء ومخدرات وفضائيات محرمة تعرض الفجور والفساد وينشغل بتلك المحرمات عنها بالليل والنهار.ولتلك الوسائل الحديثة دور كبير في ضياع كثير من الأسر وتفككها حيث الانشغال بها عن تربية الأولاد والاهتمام بالأسرة.

8-النظر المحرم بجميع أنواعه أيضا من الجانبين لتلك القنوات الفضائية والانترنت والانهماك بها طريق عصري مؤكد لضياع الأسر وتفككها .

9-وقد يكون بسبب كره طبعي من أحدهما للآخر ولايرى فيه من كان يطمح فيه .

10-جهل المرأة بحقوق زوجها عليها أو عدم مبالاة منها بأموره 0وقد قال صلى الله عليه وسلم :”لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها“3” .

11 – سوء علاقة أحد الزوجين بأهل الزوج الآخر، ودوام الشكوى المتبادلة بينهم, فان عدم إبداء احد الزوجين الاحترام اللازم لعائلة الشخص الآخر وخاصة الأبوين من أسباب ظهور الخلافات الزوجية.

12- استرسال أحد الزوجين الزائد في الحياة الشخصية دون الالتفات إلى الشريك الآخر يحدث الشقاق والمشاكل.
13- قد يتمتع أحد الزوجين بشخصية تملكية وأنانية بحيث يقوم أحد الطرفين بالتضييق على الشخص الآخر مما يضع بداية لنفور بين الطرفين.
14- الخيانة الزوجية وخيانة الأمانة من أي من الطرفين نسال الله العافية والسلامة.
15- عدم إظهار احترام أحدهما للآخر وخاصة أمام الأقارب.

16-الاعتداء بالسب أو الإيذاء الجسدي.
17- عناد أحد الزوجين: فعلى الزوجة أن تكون لطيفة لينة هينة مع زوجها بلا عناد ولا غضب وكذلك الزوج.

18- الإهمال من قِبَل أحد الزوجين في أداء حقوق الطرف الآخر.
19- سوء الفهم، أو الفهم الخاطئ لموضوع أو موقف معين من قبل أحد الزوجين أو كليهما.
20- اختلاف رؤية أو طباع أو عادات أو شخصية كل منهما، مما يظهر في اختلاف موقفهما تجاه أمر واحد.

21_سوء الأحوال الاقتصادية لدى الزوج ؛ فقد يكون الزوج قليل الكسب لإهماله أو كسله، أو سوء تصرفه.

22-سوء تصرفات الزوجة الاقتصادية؛ فقد تتصرف في مال زوجها من غير إذنه، وقد تنفق المال في أمور لا تنفع ولا تفيد؛ كشراء الكماليات أو غير ذلك.
23- اهتمام الزوجة بالأبناء على حساب الزوج، فقد تعطيهم معظم وقتها، فتحرم الزوج من حقوقه عليها، وقد يختلفان في طريقة أو أسلوب تربية الأبناء.“4”

24-عمل المرأة : قد تضطر المرأة إلى الخروج للعمل، أيًّا كانت أسباب اضطرارها، وتلك المرأة عليها أن تنظم حياتها بما يضمن استقرار بيتها، وسعادة زوجها، حتى لا يشعر بابتعادها عنه وتقصيرها من ناحية، أو عدم قيامها بمسئولياتها كزوجة، فلا تبقى خارج البيت في أوقات وجوده، وإنما تجتهد أن تكون فترة عملها في وقت عمله خارج البيت، وأن تتواجد معه في فترة واحدة.

25-إهمال الزوجة التزين للزوج :ولتعلم المرأة أنها في زمان عمَّت فيه الفتن وانتشرت، وخلعت النساء فيه برقع الحياء، وبذلت كل واحدة منهنَّ جهدها في التزين والتحلي.. والرجل قد تقع عينه على إحداهنَّ فيتمنى أن تكون زوجته أجمل منها، ليشبع حاجته في الحلال فينال رضا ربه -سبحانه-، ومن هنا كان على الزوجة أن تحرص على أن لا يراها زوجها إلا في ثياب جميلة نظيفة، واضعة رائحة جميلة طيبة، لتكفي زوجها حاجته، وتساعده على كمال الاستمتاع بها.وعجيب شأن بعض النساء في حرصهن على بذل الوسع في التجمل والتزين حال خروجهنَّ إلى الشوارع والطرقات، ولا يبذلن نصف هذا أو ربعه حال تواجدهن مع أزواجهن في المنزل.. فليس من الإسلام في شيء أن تتحجب المرأة وتخفي زينتها أمام زوجها، ثم تسفر عن جمالها أمام كل غاد ورائح خارج البيت.
فعلى المرأة أن تتزين لزوجها قدر استطاعتها، وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: “التي تسره إذا نظر إليها..”.“5”

“1” انظر:يا معشر الرجال رفقا بالنساء،ل نجاح الظهار ص76

“2” سنن أبي داود> كتاب الأدب> باب من يؤمر أن يجالس حديث رقم: 4833

مستدرك الحاكم> كتاب البر والصلة حديث رقم: 7319

“3”سنن الترمذي> كتاب الرضاع> باب ما جاء في حق الزوج على المرأة حديث رقم: 1159
سنن ابن ماجة> كتاب النكاح> باب حق الزوج على المرأة حديث رقم: 1852

“4” انظر:مشكلات نسائية،للعويد ص 115

“5” مسند أحمد> تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه حديث رقم: 9304

سنن البيهقي الكبرى> كتاب النكاح> باب استحباب التزوج بالودود الولود حديث رقم: 13762